هل توجد روح خاصة لتسديد النبي والأئمة  

 السؤال :

يقول السيد كمال الحيدري في إحدى محاضراته بأن الله أرسل الروح الذي هو خلق فوق الملائكة إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لكي يسدده ويعلمه بعلم الغيب والعلوم الأخرى وأن هذه الروح لم تصعد إلى السماء بموت النبي بل الروح باق لكي يسدد الأئمة وأنه انتقل لأمير المؤمنين بمجرد موت النبي وأنه ينتقل من إمام لإمام وهو الآن باق عند صاحب الزمان يسدده. ويقول أيضا بأن الإمام لايصبح إماما ولا يعلم علم الإمام إلا بموت الإمام السابق وانتقال الروح إليه. كما ان هناك روايات تفيد بأن الإمام عندما يموت يخرج من فمه زبد أبيض وهو الروح وأن الإمام الذي يليه يضع فمه على فمه فتنتقل إليه الروح وتنتقل إليه كل علوم الإمامة وأن أمير المؤمنين فعل ذلك عندما مات رسول الله، والسؤال هو ألا يشبه ذلك القول قول التناسخية والحلولية؟ أولا يشبه ذلك القول قول الإسماعيلية بأن روح النبي انتقلت لأمير المؤمنين ومنه انتقلت لأبنائه من بعده وأنها تنتقل من إمام لإمام آخر؟

الجواب :

بسمه تعالى
السيد كمال الحيدري عالم فاضل وله مساهمات جليلة في الحوزة العلمية إلا أنه يفتقر الى التحقيق في الكثير مما ينسبه للشيعة الإمامية من عقائد ونظريات ويسترسل في حكايتها ونقلها والإحتجاج بها لدى الخصوم من دون تثبت فيوقع الشيعة في كماشة النقض والتوهين والإساءة دون قصد وعن غير علم فاحص ومن دون تثبت وذلك لقصوره عن اتقان وضبط أصول دراية الحديث وفق المنهج الأصيل .وما أشرت اليه إنما هو جزء يسير من تلك الغفلات التي تسيء ولا تخدم وتضر و تهدم
وأخال أن ما يحكيه مأخوذ من مشارق انوار اليقين للحافظ البرسي الذي طغت عليه تلك اللغة والتي تسببت في الطعن في كتابه والنقض على مروياته هناك ثوابت في معتقدات المذهب ومعارفه التي ترتبط بأصول الدين والعقيدة قد تتسنى لي الفرصة لعرضها مفصلة إن شاء الله تعالى في مكان أليق لا يمكن معارضتها بمثل هذه الاسترسالات والمحكيات .فجبرئيل عليه السلام على سبيل المثال ملك كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وتعتريه حالة في تلك الأثناء عند تلقي الوحي يعرق فيها ويثقل جسمه لا أنه يتحد في وجوده ويندك في شخصيته على نحو الحلول وتنخلق وتنطبع المعارف الإلهية في ذهنه وتارة يأتيه في صورة آدمي جميل المنظر كدحية الكلبي لئلا يعرفه أحد من الصحابة كما أن صريح آيه :( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) في سورة القدر دلالة صريحة على أن الروح وهو ملك خاص غير جبرئيل له مفارقة تامة للنبي صلى الله عليه وآله ولا معنى للحديث عن حلول واتحاد وتناسخ وما أشبه ذلك من المتنافرات المنافيات لثوابت المذهب والكلام في ذلك يطول وتفصيله يحتاج الى وقت وعرض مسهب فكيف تغيب مثل تلك البديهيات عن مثل السيد كمال الحيدري ويحلق في وادي لا يمت الى تلك الثوابت بصلة اعتماداً على روايات متشابهة ونصوص مجملة وأخبار تحتاج الى فقهها ومعرفتها على وجهها كما فعله غير واحد من أعلام الإمامية منها كتب الأربعينيات المجلسي والبهائي
ةمصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار للسيد عبد الله شبر والدر المنثور في الأثور وغير المأثور للشيخ علي وغيرها .

 http://www.rofof.com/img5/1uraeo10.jpg 

 المصدر 

http://www.al-asfoor.org/fatawa/index.php?id=1263

• twitter
• facebook
• E-mail
• Cloob
• balatarin
• Google +