تنقية التراث بين الدعاية والتحقيق العلمي
تنقية التراث
مركز استاذ الفقهاء والمجتهدين السيد الخوئي للدراسات الحوزوية
↩تنقية التراث بين الدعاية والتحقيق العلمي 
↪
🔲 سماحة اية الله الشيخ حسين الساعدي
سؤال : ماهي الرؤية الصحيحة حول إبعاد أو حذف الروايات الضعيفة من التراث | اسلام القران| التي طرحها السيد كمال الحيدري والاقتصار على ما توصف بالروايات الصحيحة ?
باسمه جلت اسمائه
للجواب عن الخلط وعدم الاتزان العلمي لدواعي قد تكون مراهقة علمية او انفعال في مكان هنا في النظر او هناك لابد من العروج الى دراسة تفصيلية :
🔲
١ /
الحديث الموضوع يأتي الوضع في الاصطلاح الحديثي، فيعني الكذب والدسّ والاختلاق والنسبة إلى العترة الطاهرة من هنا عرّفوا الحديث الموضوع بأنّه المختلق المصنوع كذباً .
٢/
الفرق بين الحديث الموضوع والحديث الضعيف
انّ ضعف الحديث قد يكون ناشئاً من عدم ثبوت اتصال السلسلة السندية أو وجود اضطراب حقيقي ما في السند أو في المتن، لكنّ هذا لا يعني أنه موضوع؛ لاحتمال أن يكون مطابقاً للواقع وأن يكون الرواة صادقين في النقل، كلّ ما في الأمر أننا لم نطّلع على حالهم في الصدق والكذب .
وعليه المراد من ضعف الحديث هو ضعف الراوي بلحاظ قواعد الضبط والتثبت في نقل ألفاظ الحديث والخبر الضعيف اذن |الذي لم تتم شرائط الحجية فيه| وأين هذا من وصف الراوي بالدس والجعل .
وهذا على خلاف الحديث الموضوع فإنه الذي نراه مكذوباً على النبي واله الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين | بحيث تقوم لدينا الحجّة على عدم صدوره، سواء كانت هذه الحجّة قطعيةً أم معتبرة ظنية|.
ومن الوضع والحديث الموضوع، نعرف المراد من الواضع، فإنّه الراوي الكاذب لا مطلق الراوي الذي لم تثبت وثاقته، فبعض الرواة لم تثبت عدالتهم ولا حُسن حالهم ولا وثاقتهم فكانوا مجاهيل أو مهملين، لكنّ هذا لا يعني أنّهم وضاعون؛ إذ اتهامهم بالوضع يحتاج إلى دليل؛ كأن يشهد علماء الرجال والجرح والتعديل بأنهم كذابون يضعون الأحاديث، كما جاء في حقّ جعفر بن محمد بن مالك في مصادر الرجال الشيعية()، وفي حقّ سليمان بن عمرو أبي داود النخعي في مصادر الرجال السنية(). أو ترد رواية عن أحد المعصومين تشهد بكذب فلان، كما ورد في حق أبي الخطاب حيث جاءت رواية بكذبه على لسان الإمام الصادق%نقلها لنا يونس بن عبد الرحمن عن الإمام الرضا×()، شرط أن تكون الرواية معتبرة.
وكما لا يصحّ في تشخيص الحديث الموضوع أن يكون أحد رواته من الوضّاعين، كذلك لا يصحّ القول بأنّ فلاناً وضاع أو يضع الحديث لمجرّد وقوعه في سند حديث ثبت لنا وضعه؛ لاحتمال أنّ الواضع شخص آخر في السند كذب على لسانه.
٣ /
الاعتبار العلمي لخبر الفاسق
اذا التزمنا ان مقاصد | اية النبأ | : (فتبينوا) يعني فتثبتوا لدرجة الاطمئنان وافحصوا وأمعنوا (ان تصيبوا قواما بجهالة) بناءا على هذا التقريب في منطوق الاية نلاحظ ان خبر الفاسق مفاد الاية توجب الفحص والتثبت من صدقه او كذبه وهذا يعطيه درجه من العناية لان الخبر الذي تتثبت منه له درجه من العناية ودرجه من الاعتبار
فبالتالي الاية الكريمة بهذا التقريب تؤسس للحجية الاستقصائية الى درجة الاطمئنان
٤ /
حرمة الرد للاخبار الواصلة الينا لسان الروايات المتواترة في حرمة رد الخبر المنسوب اليهم عليهم السلام اعتبار استقصائي تتبعي وهذا نوع |درجه من الحجية| تستحق التقصي عن بقية القرائن التي قد تكون معاضدة للمروي او مضعفه له
فالوظيفة اتجاهه |الخبر الضعيف |عدم الرد وهو فعل علمي بحسب الاعتبار الاستقصائي الذي هو |مفاد اية النبأ| وهذا يوجب ابتداء حرمة رد الخبر الضعيف
٥ /
تنقية التراث
وعليه الدعوات | ناقصة الذوق| من تصفية كتب الحديث فيها سهو عن الاعتبار العلمي الذي اسسته نظرية الاستقصاء وحرمة رد الخبر الضعيف بناء لتقريب اية النبأ وتواتر روايات حرمة رد الخبر المنسوب اليهم ( عليهم السلام) والتي توجب تمحيص الخبر الضعيف وليس معاملته كأنه |عدم|
والخبر الضعيف كما مر مرارا اصطلاحا الذي لم تتم شرائط الحجية فيه سواء كان الراوي مجهول او معلوم انه يكذب فالمعلوم انه يكذب غير الذي خبره كذب اما الخبر الضعيف بالمعنى الموضوع و المدسوس فذالك معناه ما علم دسه وزيفه ولو بقرائن ظنيه معتد بها موزونة ليست في قبالها ما هو اقوى
٦ /
مواجهة اصحابنا للدس : ان الاصحاب في علم الحديث طيلة قرون معاصره للائمة وما بعد ألائمه نقوا وقاموا بتنقية وتصفية كل ما فيه قرائن الدس والوضع .
وهذا يعني تصفية الكتاب من كل خبر محتف بقرينة الوضع او الدس او التزييف لذالك اكثر كتبنا المشهورة انها صحاح بهذا المعنى فصحة الكتب الاربعة وصحة الكتب الحديثيه المشهورة لدينا أي حصل لها التصفية والغربلة من الاخبار التي محفوفة بقرائن الدس والتدليس فهي صافيه صحيحة بهذا المعنى لا بمعنى صحة الطرق المهم فالخبر الضعيف يعني الذي لم تتم فيه شرائط الحجية لا الذي دس فيه
لاحظ ثقة الاسلام الكليني في مقدمة كتابه ذكر ذلك الصدوق ذكر ذلك ابن قولويه ذكر ذالك محمد ابن حسن القمي ذكر ذالك يعني لا تجد كتاب مشهور عند الاماميه إلا في اول كتابه هذه العبارة أي حصل لها التصفية والغربلة من الاخبار التي محفوفة بقرائن الدس والتدليس فهي |صافيه| مرادهم هذا من صحة الكتاب لا صحة الطرق والرواة .
٧ /
الخاتمة
المتحصل : الخبر الضعيف ليس بمعنى المدسوس او قرائن الدس عليه | الذي نراه مكذوباً على النبي واله الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين بحيث تقوم لدينا الحجّة على عدم صدوره، سواء كانت هذه الحجّة قطعيةً أم معتبرة ظنية|.
انما الضعيف يستعمل كثيرا في الذي لم تتم به شرائط الحجية هذا قابل للانجبار ويحرم رده لأنه ليس فيه قرائن للدس والكاذب قد يصدق والصادق قد يكذب ولو اشتباها .
وهذا لابد الالتفات ان المخبر قد يكون صادق وخبره كاذب والمخبر قد يكون كاذب وخبره صادق فدقق وتدبر فان في التروي نجاة في سوق التحصيل والظفر .
مدارس الامام الكاظم - النجف الاشرف
المكتب الاعلامي
المصدر :
https://www.facebook.com/شبهات-وردود-224457424375893/
ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ
ﻗﻨﺎﺓ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ﻉ
https://t.me/seratqawem
مواضیع ذات صلة:
الرد آية الله الشيخ حسين الساعدي علی كمال الحيدري
