بِسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين

وردني سؤال حول مقطع للسيد الحيدري ( غفر الله لي وله وللمؤمنين ) يتحدث فيه عن روايات ( الامام الحسن عليه السلام مطلاق) وفِي مقام الجواب أعلق بالتالي:

توجد رواية في الكافي وهي معتبرة عند جملة من الاعلام ومنهم السيد الخوئي وهي :

حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن محمد بن زياد بن عيسى ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن عليا قال وهو على المنبر : لا تزوجوا الحسن فإنه رجل مطلاق ، فقام رجل من همدان فقال : بلى والله لنزوجنه وهو ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وابن أمير المؤمنين عليه السلام فإن شاء أمسك وإن شاء طلق

وتوجد رواية ضعيفة وهي :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن جعفر بن بشير ، عن يحيى بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الحسن بن علي عليهما السلام طلق خمسين امرأة فقام علي عليه السلام بالكوفة فقال : يا معاشر أهل الكوفة لا تنكحوا الحسن فإنه رجل مطلاق فقام إليه رجل فقال : بلى والله لننكحنه فإنه ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وابن فاطمة عليها السلام فإن أعجبته أمسك وإن كره طلق.
فإن فيها يحيى وهو مجهول .

ولكن السيد الحيدري كعادته يهول ويضخم الأمور ( ويصنع من الحبة قبة ) ، فإنه لا يخفى أن وجود رواية ظاهرها عند الحيدري الحط من مقام الإمام الحسن عليه السلام ، لا يعني أن الكليني عليه الرحمة يطعن ، وذلك :
لاحتمال أن الكليني يحملها على وجه آخر كما فعل العلامة المجلسي حيث قال معلقا عليها : ( ولعل غرضه عليه السلام كان استعلام حالهم ومراتب إيمانهم لا الانكار على ولده المعصوم المؤيد من الحي القيوم )مرآة العقول ج 21 ص 96 .
فإن قرينية عصمة المعصوم وعدم وقوعه في الزلل قطعية وهي توجب الحمل على غير الحط ، وهذا لا يزيد على نسبة اليد والوجه والمجيء إلى الله في القران مع أن الظاهر البدري التجسيم ، فهل يقال القران مجسم ، بالطبع لا لان هناك قرائن تبين أن المقصود ليس ما لا يليق بالله .

روى البرقي رواية ثالثة معتبرة ، وهي :
روى أحمد بن أبي عبد الله البرقي في ( المحاسن ) عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أتى رجل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له : جئتك مستشيرا إن الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر خطبوا إلي ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : المستشار مؤتمن ، أما الحسن ، فإنه مطلاق للنساء ، ولكن زوجها الحسين فانه خير لابنتك.

وهذه يأتي فيها ما تقدم من وجود قرينة توجب حملها على غير الحط ، ويحتمل أن يكون ناقلها من علمائنا قد فهم الرواية بالقرينة وليس مع إهمالها كما فعل السيد الحيدري ( بصره الله ) ، فليس نقله من باب الطعن والحط بالضرورة ، وينبغي حمل العالم على الوجه الحسن لا اتهامه وفق فهمنا القاصر .

كما أنه لم يعرف عالم يُعتد به حملها على الطعن وأخذ بها ، بل العلماء بين التأويل او التوقف في قبولها برد علمها إلى أهلها يقول صاحب الحدائق : (وربما حمل بعضهم هذه الأخبار على ما تقدم في سابقها من سوء خلق في أولئك النساء أو نحوه مما يوجب أولوية الطلاق ، ولا يخفى بعده ، لأنه لو كان كذلك لكان عذراً شرعياً ، فكيف ينهى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن تزويجه والحال كذلك . وبالجملة فالمقام محل إشكال ، ولا يحضرني الآن الجواب عنه ، وحبس القلم عن ذلك أولى بالأدب).الحدائق الناضرة ـ المحقق البحراني ج 2 ص 148 .

والغريب أن السيد الحيدري ( عفى الله عنا وعنه) يصور نفسه مستاء لمضمون هذه الروايات ، وهو يطالب بمحاسبة المعصوم وخطابه بخطاب (لماذا كنت كالأموات)!!
وهل يحاسب إلا من يتوقع منه الزلل !!
في تصوري السيد الحيدري وفق نظرية ( محاسبة المعصوم ) لا توجد عنده حتى القرينة التي أوجبت تأويل او رفض الرواية!!  

https://www.youtube.com/watch?v=w9oyO2xCECc

✍🏻 حيدر السندي

• twitter
• facebook
• E-mail
• Cloob
• balatarin
• Google +